
أصدر مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ورقة تحليلية جديدة، يحلل فيه العلاقة بين السياق السياسي القمعي الذي تعيشه مصر وبين تراجع السياسة والنقاش السياسي كأولية على الفيس بوك، تركز الورقة علي الفيس يبوك ليس فقط لأنه المنصة الأكبر عدديا التى يستخدمها المصريون بل لأنه ايضا وبحسب باحثين كثر لعب دورا في الحشد للثورة والحشد للسياسة نفسه فيما تلي الثورة .
تقدم الورقة مقاربة تحليلية تعتمد على إفتراض كيفي وليس كمي عن التحول في المجال العام الإفتراضي (الفيسبوك) وليس المقصود هنا بالافتراضي أي أنه لا يمس الواقع بل أنه فضاء غير مادي وملموس فقط، ولا يتضمن التواصل الجسدي بين الفاعلين فيه .و تحاول الورقة الوقوف علي العلاقة ما بين إغلاق المجال العام السياسي، وسبل التعبير السياسي التقليدية ومنها مثلا التظاهر او الانتخابات ونزوع الأشخاص للمساحات غير المسيسة على التواصل الاجتماعي أو ما يمكن نسمية المساحة الأمنة. ومن ثم تنطلق الورقة من إفتراض نظري لا يمكن دعمة بالأرقام لكن هذا لا يعني أنه غير صحيح . تفترض الورقة أن الفيس بوك بدأ كفضاء مسيسي بشكل كبير خاصة فى المراحل الأولي للثورة المصرية والتى كان فيها الفيسبوك شبة حصري للنشطاء السياسيين والفاعلين بشكل ما أو بأخر فى المجال العام السياسي المصري، ومن ثم عندما تراجعت السياسة
منذ بدأ المصريون ينشطون علي وسائل التواصل الاجتماعي قبيل ثورة يناير وحتي بعدها ، كان الفيس بوك هو مجال عام سياسي بامتياز. عبر الفيس بوك بشكل ما عن النزعات التي نشأت بين شباب الطبقة الوسطي المصرية منذ بداية الحقبة النيوليبرالية للخروج من عباءة الدولة ، للخروج من سيطرة الدولة على مساحات إنتاج الخطاب السياسي التقليدي في مصر. بدأت الدعوة ليناير على الفيس بوك وانتهت احلام يناير أيضا على الفيس بوك . لعب الفيس بوك دورا مهما فى الحشد والتشبيك بين الفاعلين السياسيين المستقلين الذين نشأوا من رحم يناير. ولعب دور أكبر في الحشد للحملات الرقمية حول الحريات العامة ، وطرح خطابات أخلاقية لم يعرفها المجتمع المصري .
لعب الفيس بوك دور المنصة البديلة للنقاش في كل ما يتعلق بالسياسة والاجتماع في هذا البلد ، بينما لعبت السياسات القمعية للنظام السياسي المصري الدور الاكبر في خنق مساحة الحرية التي استخدمتها القوى السياسية المختلفة للتعبير عن المطالب الشعبية أو لعب أي دور سياسي، فخنق المجال العام بقانون التظاهر عجّل من سرعة لجوء النشطاء السياسيين إلى العالم الافتراضي واعتباره منصة التعبير الوحيدة التي ما زال بإمكان النشطاء التعبير من خلالها. ويرجع أيضا اختزال النشطاء لنشاطهم على فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي إلى قدرتها في التأثير في قاعدة جماهيرية أكبر، ووجود جو ديمقراطي في نقاش العديد من القضايا وتوفير مناخ لتطوير الأفكار والأهداف، وبالتالي توحيد الأهداف والمطالب.
تتسم التحركات الاحتجاجية الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، بمجموعة من السمات فهي حركات وأنشطة غير منظمة ولا يوجد لها هيكل إداري أو تنسيقي معين، هادفة إلى الدعم والمناصرة، ومنبر للاحتجاج على السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مجموعات مرنة ومتجددة من حيث الأهداف التي تسعى إليها فتظهر في معارضة سياسات معينة ثم تختفي ثم تعود بشكل آخر، تتسم بقاعدة جماهيرية افتراضية مناصرة كبيرة ومتغيرة مما لا يسمح بحدوث انشقاقات داخلية، كما أنها تتمتع بقدرتها على التوعية والتثقيف بشكل أكبر من الحركات التقليدية لما توفره من تداول للمعلومات بشكل سريع.
أضغط هنا لتحميل أو الإطلاع على الورقة Online PDF
No Responses to “فيسبوك بلا سياسة .. التحول الهيكلي في المجال العام الافتراضي”