في بداية ظهورهم لم تتعدى مجموعات الأولتراس كونها من مشجعي أحد النوادي الرياضية, لكن مع تطور الأحداث أصبح لتلك المجموعات ظهورا على الساحة السياسية واصطداما مع المجتمع استمر حتى صدور حكم قضائي باعتبار مجموعات الأولتراس تنظيما إرهابيا.
بناءا على ما تقدم يصدر مركز هردو لدعم التعبير الرقمي تقريرا بعنوان “أزمات الأولتراس..بين الرياضة والسياسة” يتناول فيه أزمة الأولتراس التي انضمت إلى غيرها من الأزمات التي تواجهها مصر, وكيف وصلت الأمور إلى ما آلت إليه في الفترة الأخيرة.
يقدم التقرير في بدايته لمحة سريعة عن مجموعات الأولتراس وبدايتها في البرازيل عام 1940, ووصولها مصر في عام 2007 حيث نشأت وايت نايتس كأول مجموعة أولتراس في مصر والتي تنتمي لنادي الزمالك, حدث ذلك في ظل ترحيب واسع من الجمهور المصري قبل بدء الصدامات المجتمعية والسياسية التي أدت إلى الاختلاف حول مجموعات الأولتراس واستمرار تواجدها.
ينتقل التقرير إلى روابط الأولتراس وبداية تكوينها كمتنفس لرغبة تلك الشباب في فكرة الانتماء, الذي لم يفلحوا في التعبير عنه تجاه الدولة فانصرفوا إلى خلق كيان آخر يستطيعون الانتماء له وهو كرة القدم, وظل التمرد هو السمة الأساسية التي تميز مجموعات الأولتراس حيث استقلت عن إدارات الأندية ولجأت للإبداع الصوتي والبصري في المدرجات, بالإضافة إلى الترحال وراء النادي في كل مباراة حتى لو كانت خارج حدود الدولة.
ويناقش التقرير علاقة الأولتراس مع المجتمع التي أخذت في الانهيار بعد أحداث العنف في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2007, ومع الداخلية بعد صدام أولتراس أهلاوي مع الشرطة في مباراة الأهلي وكفر الشيخ 2010, مع الأخذ في الاعتبار العداء الطبيعي بين الأولتراس والشرطة, حيث يرفع الأولتراس في معظم أنحاء العالم شعار “كل الشرطة أوغاد” أو “All Cops Are Bastards”.
ثم دور الأولتراس في ثورة 25 يناير من تأمين الميدان والدفاع عنه, حتى مجزرة بورسعيد التي دقت ناقوس الخطر حيث انتهت الأحداث بمقتل 125 شخصا في النهاية من أجل مباراة كرة قدم, وهنا لم يعد الأمر مجرد تشجيعا إنما انتقلت الخطورة إلى الشارع والمواطن العادي.
وعلى الساحة السياسية -كما جاء في التقرير- فهناك بعض الأقاويل بأن مجموعات الأولتراس قد تم اختراقها من قبل بعض التيارات السياسية, إلا أن التعميم هنا لا يمكن أن يكون منطقيا حيث تتنوع الفئات المنتمية للأولتراس من حيث المستوى العمري والطبقي والتعليمي, فمن غير المعقول أن تنتمي كل هذه الفئات لنفس التيارات السياسية.
كما يشير التقرير إلى أن صدام الأولتراس مع الأندية بدأ مع تولي المستشار مرتضى منصور رئاسة مجلس نادي الزمالك و إقامته دعوى قضائية انتهت بصدور الحكم القضائي في 16 مايو 2015 بحظر روابط الأولتراس في مصر, وجاءت حادثة إستاد دار الدفاع الجوي لتزيد الأمر سوءا بعد الاشتباكات على بوابة الإستاد والتي أدت إلى مقتل 25 مشجعا للزمالك اتهم الأولتراس في مقتلهم كلا من وزير الداخلية ورئيس نادي الزمالك, بعدها توقف النشاط الكروي لفترة ثم عادت المباريات بدون جماهير حتى الآن.
وتتناول خاتمة التقرير أزمة الأولتراس في العالم وكيف استطاعت الدول الأخرى التعامل معها وأمثلة على ذلك إنجلترا وإيطاليا وألمانيا, وكيفية تمكن كلا منهم من حل الأزمة واستيعاب الشباب وحماسهم والحفاظ على الملاعب. لذا فإن ما تحتاج إليه مصر الآن هو إيجاد وسيلة لاستيعاب هذا العدد الهائل من الشباب من خلال خلق إطار قانوني لتنظيم روابط الأولتراس ومنحهم مساحتهم الخاصة في المدرجات مع تحميلهم بعض المسئولية القانونية من أجل احترام سيادة القانون والحفاظ على الأمن العام دون فقدان الحماس والإبداع الذي تبثه تلك المجموعات في النفوس.
أضغط هنا للإطلاع على التقرير Online PDF
No Responses to “بالفيديو أيه هي مجموعات الأولتراس وازاي بتتكون ؟”