
بعد التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم بأسره فيما يتعلق بالثقافة الرقمية, نستطيع القول أننا دخلنا في “زمن الرقمنة” أي تحويل مصادر المعلومات على اختلاف أشكالها إلى وسائل رقمية يسهل الحصول عليها وتداولها باستخدام التقنيات الحديثة من خلال الفضاء الإلكتروني, الذي أصبح بدوره يتسع لكل شئ.
ونظرا لأهمية الرقمنة وقدرتها على حماية التراث والوثائق القديمة للدول والحكومات, يقدم مركز هردو لدعم التعبير الرقمي ورقة تعريفية عن عالم الرقمنة, وأهميته والتحديات التي يواجهها والتدابير التي يمكن اتخاذها من أجل حماية التراث الرقمي.
في البداية تعرض الورقة ما المقصود بالرقمنة وكيفية تحويل النصوص التقليدية إلى نصوص مرقمنة يمكن الإطلاع عليها من خلال تقنيات الحاسبات الآلية, ثم تتناول أهمية الرقمنة والدور الذي تلعبه في تيسير عملية الوصول إلى المعلومات من جانب المستفيدين, وظهور مفهوم “الطريق السريع للمعلومات”.
وتلخصت الأهداف الأساسية للرقمنة في كل من : حماية المجموعات الأصلية والنادرة أو ذات طبيعة مادية هشة, وإمكانية التشارك في المصادر والمجموعات من جانب عدة مستفيدين في الوقت نفسه, بالإضافة إلى الإطلاع على النصوص بشكل أفضل مما تتيحه الوسائل التقليدية للنصوص غير المرقمنة, مع زيادة قيمة النصوص وإتاحة المصادر عبر منظومة شبكات المعلومات والتي تعتبر إحدى السمات الأساسية المميزة للرقمنة.
أما عن التحديات التي تواجه عملية الرقمنة والتي لها تأثير مباشر في إعداد سياسة رقمنة مصادر المعلومات وتبني معايير اختيار مصادر المعلومات المرقمنة وأساليب حفظها, فجاءت في إطار الورقة التعريفية على ثلاث إشكاليات رئيسية من شأنها عرقلة الرقمنة, وتمثلت في : إما إشكاليات حقوق الملكية الفكرية والتي تتعلق بحماية حقوق الناشرين والحقوق الفكرية للمؤلفين, أو إشكاليات مادية, حيث تفرض بعض الشروط المتعلقة بالإمكانيات المادية والتجهيزات التقنية والبرمجيات المراد الحصول عليها, ذلك إلى جانب الإشكاليات التقنية نفسها والتي ترتبط في المقام الأول بالتجهيزات المادية والبرمجيات كقضية التقادم السريع لتقنيات المعلومات التي تتطور بشكل سريع دون توقف مما يتسبب في صعوبة في الإطلاع على وسائط تخزين متقادمة.
وفي الختام تتعرض الورقة التعريفية لما يتعلق بالتراث الرقمي وكيفية حمايته, حيث لا يقتصر الأمر فقط على كل إنتاج رقمي جديد بل يشمل أيضا إعادة حفظ الوثائق والتراث القديم في شكل رقمي, مما يستلزم ضرورة اتخاذ تدابير مختلفة عن كيفية صون الوثائق التقليدية.
وإقرار بالأهمية المتزايدة للتراث الوثائقي الرمقي وهشاشته اعتمدت اليونسكو في 2003 “ميثاق اليونسكو بشأن صون التراث الرقمي” , إلا أن الدراسة التي أجريت في 2009 تشير إلى أن القليل من الحكومات قد أقدمت على اعتماد استراتيجيات لصون تراثها الرقمي وضمان الانتفاع به, لذا لابد من زيادة الوعي بالقضايا المرتبطة بحماية التراث الرقمي على المدى البعيد لكي تتمكن الأجيال القادمة من الانتفاع به.
أضغط هنا للإطلاع على التقرير Online PDF
No Responses to “التراث الرقمي.. المزج بين تراثية المصدر وحداثة الوسيلة للوصول إليه”