
ما هي الهوية الجنسية؟ ولماذا تختلف عن الميل الجنسي؟ وماذا تعني المثلية الجنسية؟ خلال هذا التقرير نتناول تعريفات تخص الهوية الجنسية والفرق بينها وبين الميل الجنسي، والذي يتضح في كون أن الهوية هي اختيار الشخص لتعريف نفسه وانتمائه ﻷي نوع، وهي نابعة من شعور داخلي للفرد عن علاقته بنفسه وبجسده، بينما الميل الجنسي هو انجذاب اﻷشخاص انجذاب عاطفي وجسدي للأشخاص، أي أنه يعبر عن شعور الفرد خارجيا بالأشخاص الآخرين وتفاعله معهم/ن، ولذلك فلم يعد العالم متسمراً عند نوعين من الجنس فقط كما كان من قبل، بل أصبح يعج بألوان مختلفة من الميل الجنسي والهويات الجنسية المختلفة، نحاول من خلال التقرير تناول أحد هذه الاختلافات بالتعريف بالهوية الجنسية المثلية.
يعرف البعض الهوية الجنسية باستخدام ألفاظ عنصرية نوعاً ما، مثل “الشواذ” أو “الشمال” وهو تعريف شعبي دارج لكل ما هو مختلف عن المعتاد أو ما يراه الغالبية هو المفروض أن يكون، لذا تأتي المثلية الجنسية في موضع غير ترحيب من البعض، فالمثلية الجنسية والتي تعني ميل الفرد عاطفيا وجنسيا تجاه أشخاص من نفس جنسه، تعني بالنسبة للبعض خروج عن قانون الطبيعة، رغم أن اﻷبحاث والتقارير الطبية والعلمية أثبتت أن المثلية الجنسية هي مكتسبة عند الولادة، وليست مكتسبات اجتماعية كما أشيع عنها من قبل. ومن المفترض أن العلم كذب تلك الافتراضات منذ سبعينات القرن العشرين، بخروج المثلية الجنسية من قائمة اﻷمراض العقلية والنفسية، بعد سنوات من البحث والتقصي ومحاولات واهية للعلاج، باءت جميعها بالفشل التام، فمنذ السبعينيات أصبحت المثلية الجنسية تعد ميلا جنسيا طبيعيا في بعض أنحاء العالم.
رغم ذلك ما تزال تواجه المثلية الجنسية بعداء في بعض الدول، ومازال أصحاب الميل الجنسي المثلي يواجهون بالعنف وممارسة أنواع من الاضطهاد والتمييز المختلفة ضدهم/ن، ورغم أنه منذ بداية اﻷلفية الجديدة شهدت بعض الدول قوانين أكثر تقدمية اتجاه المثلية الجنسية فسمحت بالزواج المثلي، وسمحت للثنائي المثلي بالتبني أو التبرع بالدم أو بالالتحاق بالخدمة العسكرية، ومع ذلك ما زال هناك دول تحكم على أصحاب الميل الجنسي المثلي باﻹعدام، ودول أخرى تمارس أساليب من التعذيب واﻹهانة ضد من تشتبه بهم/ن السلطات لممارسة نشاط جنسي مثلي، مثل فحوص شرج قسرية، أو من المجتمع هناك ما يعرف بالاغتصاب التصحيحي الذي يمارس ضد المثليات تحديداً، في اعتقاد أن بذلك يتم علاجهن من مثليتهن التي ولدن بها.
كما تناول مركز هردو من خلال التقرير بعض النصوص المعاهدات والمواثيق الدولية التي تتناول حقوق اﻷفراد في حياة آمنة دون تمييز، وكذلك من الدستور المصري، حيث لا يوجد نصوص صريحة تتناول الحقوق الجنسية للمثلية الجنسية، سوى قرار جمعية اﻷمم المتحدة في 2011 الخاص بوقف الإرهاب والتمييز ضد أصحاب الميل الجنسي المثلي، والذي مازال يقابل بالرفض من العديد من الدول خاصة الدول ذات الثقافة اﻹسلامية والعربية، وهناك قرار اللجنة اﻷفريقية لحقوق اﻹنسان والشعوب الصادر في 2015.
وتعد مصر من الدول التي لها تاريخ كبير في ممارسة انتهاكات ضد المثلية الجنسية، بداية من التسعينيات والقبض العشوائي ﻷشخاص يشتبه بهم أن لديهم ميل جنسي مثلي، وحفلات تعذيب داخل أقسام السجون، حتى الحادثة الشهيرة في 2001 المعروفة بـ “كوين بوت”، وحمام باب البحر، وأخيرا قضية علم قوس قزح.
في نهاية التقرير نستخلص بعض توصيات، كوقف الفحوص الشرجية القسرية والتي هي انتهاك ضد حقوق اﻹنسان، وضع سياسات لوقف التمييز ضد أصحاب الميل الجنسي المثلي، رفض المقترح القانوني الذي يجرم المثلية الجنسية مما يشكله من تمييز وعنف ضد المثلية الجنسية، التوقف عن التعامل مع المثلية الجنسية كونها مرض وخاصة أنه لمم يثبت ذلك، والتعامل معاها كطبيعة لدى أشخاص وليست فعل مخل مكتسب، وذلك من خلال منصات اﻹعلام أو الوسائل ذات التأثير على المجتمع، لطرح ثقافة تقبل الاختلاف والتعدد.
أضغط هنا للإطلاع أو تحميل التقرير Online PDF
One Response to “تعاطي الدولة المصرية مع الهويات الجنسية المختلفة”
April 23, 2019
بالفيديو الهوية الجنسية والميل الجنسي والمثلية الجنسية - الجزء الأول - HRDO CENTERHRDO CENTER[…] تعاطي الدولة المصرية مع الهويات الجنسية المختلفة […]